صلة الارحام

صلة الارحام

في ايام الشهر الفضيل وجدت أنه بكل سنة تتشابه فيها العادات وتتجمع القلوب حول نفس العبادات في رمضان، وتحفل الليالي المباركة في شهر الصوم ، بطول سهر الناس حتى الهزيع الأخير من الليل،اليوم سأروي لكم حكاية مع عائلة ابو ابراهيم.

أبو ابراهيم له أقارب وأصهارا وأرحاما يصلهم ويبرهم ويتودد إليهم، وكل يوم عنده عزومه لأقاربه، بعضهم يهم الذهاب الى بيته بعد سهرة طويلة في بيت ابو ابراهيم حتى وقت السحور، إذ أن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) متفق عليه.

بينما بالمقابل اشعر بالحزن على أولئك الذين لا يبرون اقاربهم خاصة في رمضان ولا يصلونهم .و من الناس من لا ينظر إلى أقاربه نظرة قريب لقريبه ولا يعاملهم معاملة تليق بهم، يخاصمهم في أقل الأمور ويعاديهم في أتفه الأشياء ولا يقوم بواجب الصلة لا في الكلام ولا في الأفعال ولا في بذل المال، رغم أن هناك الكثير من منافع صلة الارحام فهي تزيد في العمر وتبارك فيه وتزكيه ويكثر به الأجر، وتضاعف به المثوبة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه).
ينتابني احساس بالسعادة عندما ارى ( لمة الأهل)، وأتساءل :ألم يكن حري بنا إذا اردنا كسب رضى الله وإذا كنا حريصين على إطالة أعمارنا أن نصل ارحامنا؟
حقيقة تشدني أسرة ابو ابراهيم لدرجة التمني بأن يكون كل الناس على شاكلته لأن قلوب افرادها أكثر تماسكاً وتآلفاً ورحمة فيما بينها. تجتمع على مائدة واحدة، وأداء مناسك واحدة، ورحمة في القلب، وسكينة في النفس.

وأن أدق طبلتي سرحت قليلاً عندما مررت من قرب دار المسنين، خطر على بالي أولئك الذين لا رموا والديهم بدار العجزة ولا يصلونهم لا برمضان ولا بغيره؟
أترك لكم المساحه خاليه أمامكم لتعبروا عن مشاعركم..ولنا غدا لقاء آخر